الصبر ثم الصبر !!

محمد رجل لا يخاف إلا من خالقه وما بقلبه ينطق به لسانه ولايهمه من يقف أمامه وهذا الأمر جعله يندم في نهاية الأمر
محمد أب لابنة واحدة تدعى سلمى .. تمتلك من الجمال الشيء الكثير ولا أبالغ إن قلت عنها قمر يمشي على الأرض وفي كل يوم يطرق ( الخطاب ) بابها لكن ما من أحد حاز على موافقتها فهي ترا كل من تقدم لها أصحاب لهو ولعب ونقص في الدين …عكسها تماماً , فقد كان القرآن يملء صدرها فهي تحفضه كاملا وصاحبة صيام وقيام بالاضافة لخلقها الرفيع..


سلمى كباقي أقرانها من الفتيات تريد الزواج لكنها لا تريد أن ترتبط برجل يظلمها ويُبعدها عن والدها الذي ليس له غيرها بعد أن رحلت والدتها , فبعد أن ماتت والدتها أصبحت هي سيدة منزل والدها , كيف لا تصبح وهي من تتقوم بأمور أبيها وامور منزلها . حتى والدها لم يفكر بالزواج لأنه يجزم أنه لن توجد أنثى مثل والدة سلمى ولأنه يشاهد سلمى ترهق نفسها لتسعده .
يشاهدها لا تنام إلا بعد أن ينام هو , و تحزن لحزنه اشد منه !!
مرت السنين وأصبحت سلمى بالثلاثين من العمر لكنها لم تتزوج !! وفي أحد الأيام تفاجئ والد سلمى بأن أمير القرية يطرق بابه طالباً يد سلمى الطاهره لابنه الفاسق فهو لايمسي الا على شرب الخمر ولايصبح الا على الضلم والجور !!!
الأمير كان واثقاً أن والد سلمى وسلمى لن يترددوا بالموافقة لكنه صُعق بالرفض , صُعق لأنه قبل فترة بسيطة قد عَين والد سلمى مستشاراً له !! بعد العديد من المحاولات التي أرسلت اليأس لقلب الأمير ثارت ثائرته وأحظر سلمى ووالدها لقصره وصرخ بأعلى صوت : من أنتم .. من أنتم .. من أنتم ..أنا من انتشلكم من وضعكم المتردي لوضعكم هذا ..أنا من أعزّكم ..وجعل لكم مكانه ..أنتم لا تساوون شيئاً بدوني ..
وقابل غضب الأمير هدوء وثقة عالية من سلمى ووالدها وهذين الأمرين جعلا الأمير لا يفكر وهمه الوحيد هو الانتقام , فهو يشعر أنه تعرض للإهانة بالرغم من كثرة سلبياته هو وابنه وهذه السلبيات هي من منعت الزواج بأن يتم !!
فأراد الامير ان ينتقم ولكن أراد ان تكون أمام الملاء ليشهدوا ضحية من يخالف اوامرة


فلم تجدي نفعا تهديداته الأخيرة والشديدة فقد كان قرارها الرفض..فقتلها أمام الجميع ..والكل لا حول له ولا قوة فكل ما فعلوه هو مشاهدة الظلم و البكاء بصمت أما والدها فقد كان يجثو على ركبتيه ودم ابنته يزين ملابسه وكان يدعوا الله بأن ينصُره على من ظلمه وقتل ابنته الوحيدة والتي لم تخطئ فخطيئتها أنها كانت صريحة ..وعرضت بعض الحقائق المرة التي لا تعجب أصحابها ..وبينما الصمت يسود المكان استطاع والد سلمى الهرب من قبضة الأمير المجرم طبعاً لم يهرب والد سلمى إلا بمساعدة من بعض أفراد القرية , ساعدوه على الهرب لكنهم كتبوا نهايتهم بأيديهم وماتوا موت الأبطال بالرغم من العذاب الذي ذاقوه قبل أن ينتقلوا لربهم !!
والد سلمى لم يذهب بعيدا لأنه على قدميه لكن الرياح الرملية ساعدته لأنها حجبت الرؤية عمن يلاحقه , وبينما هو يسير بالصحراء داهمه الجوع وحاصره الألم وطعنته صورة سلمى التي لم تفارقه بالإضافة إلى شعوره أنه سيموت ذليلاً فقد كان يقول : لو عدت للوراء سيقتلونني الأمير وأتباعه وإن تقدمت للأمام سأموت من الجوع والعطش !! بهذه اللحظات أصبح لا يفكر ..وبينما هو يسير شاهد شجرة أمامه وهنا ضن أنه وجد الحل ..فقد كان يريد الموت موتاً يبقيه عزيزاً وأراد أن يشنق نفسه على الشجرة ..لكنه تعثر جراء ارتِطام قدمه بشيء وهنا فقد صوابه وشعر أنه عاجزاً فجلس يبكي ويمسك بالشيء الذي تسبب بسقوطه وإذا به يرى بين يديه تمثالاً من صنعه أحسن صُنعه , فقد كان التمثال لوجه إنسان وملامح هذا الوجه فيها من الشموخ والتعالي الشيء الكثير .
فطريقة رسم العينين توضح مدى عضَمة من صنع له هذا التمثال !! وما زاد غرور التمثال ه الكتابة الموجودة بخلفه فكان مكتوب حروفاً أخافت والد سلمى من التمثال وجعلته يشعر بالرهبة كان مكتوب أسفل التمثال : أنا ملك الملوك , الذي يخافه كل شيء حتى ( الموت ) يرتعش مع قدومه إلي فيهرب !!
بعد انتهاء والد سلمى من القراءة قال في نفسه : حتماً يوجد قصورا ومزارع قريبة يمتلكها من نحت لأجله التمثال ..فالتفت يمينه ولم يجد سوى صحراء ومن ثم التفت يساره أيضاً لم يجد غير الصحراء !! هنا ابتسم وعلم ان صاحب هذا التمثال من الغابرين وهلك مع من هلكوا من قبل وتراجع عن قرار الانتحار لأنه شعر بعظمة الخالق وأنه وحده قادر على كل شيء ..فقد كان فقيرا فأصبح غني ومستشاراً للأمير ومن ثم سلبت كرامته وقتلت ابنته وعاد فقيرا كما كان !! هنا قرر أن يتقدم وفعلاً تقدّم وتقّدم ولم ييأس وربي أعطاه على نيته فقد وجد مزرعة بها مالذ وطاب واختبئ بداخلها ولم يمض على اختباءه فترة طويلة ألا والتقى بأحد أفراد قريته السابقة وسأله عن أمور القرية وحال سكانها وأخبره أنهم قدالقواالقبض على الأمير وابنه وكل الخونة والمفسدين ..ويبحثون عنه ليعينوه خليفة للأمير !!


…………………………………………..
مهما بلغ الإنسان من القوة سيموت ضعيفاً ومهما جنى من المال سيموت فقيراً ولن يحمي نفسه من الموت !!
فإن كان قوياً بأمر سيوجد من هو أقوى منه !!
يا إنسان أنت ضعيف وأنت تضن أنك قوي وأنت أضعف في حال داهمك المرض واستولت على قلبك الظروف الصعبة فالمَلك يموت والمال وإن بقي لن ينجح بإعادة من كان يملكه !!
انظر لحالك وأنت تصارع المرض !!
تذكر من كان معك وانتقل لربه واسأل نفسك هل نفعته قوته وأنت هل ستنفعك قوتك ..؟
انظر للأرض أذا رزقها الله بالمطر أصبح شكلها جميل وإذا حرمها الله من المطر أصبح شكلها قبيح !!
لا تقنط من رحمة ربك واصبر لأن الله مع الصابرين !!
في النهاية كل شيء زائل إلا وجهه سبحانه وتعالى

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: